-A +A
هيفاء اليافي
• سألتني صديقة .. لماذا لا أكتب رواية عن قصة حقيقية..
قلت .. أي قصة تقصدين .. قالت .. عن حياتك مثلا .. فهي مليئة بالأحداث والغرائب والتغيرات..

ضحكت وقلت لا .. تعودت أن أستمع إلى قصص الآخرين .. ولم يخطر ببالي أن أقص حياتي لأحد ..
ولن أفعل..
قالت حتى لي أنا .. ألا تودين إخباري عن جزء منها .. قلت لن تصمدي .. فالأحداث كثيرة .. وأحيانا يختلط الزمان على أفكاري .. فلا أعرف أي حادثة وقعت قبل الأخرى .. وأيهما قضت على الأخرى.. تداخلت التواريخ..
واهتز تركيزي .. فلا أعلم من أين أبدأ.. وأين أنتهي .. وبالفعل حاولت أن أزيح بعض العبء عن صدري .. وبدأت أحكي لها باختصار عن أمور لازلت أتذكرها كرها .. وليس طوعا .. نهضت صديقتي فجأة وقالت كفى.. لا أريد المزيد.. يكفيني ما سمعت.. فدعيني الآن أخفف عنك حاضرك الذي أعرفه وأحاول أن أكون أكثر وفاء من الصدمات الماضية.. وأقرب إخلاصا لابتسامتك..
قلت حسنا .. فأنت شجرة منتصف الطريق .. أنت الحاضر الذي أستظل تحت أغصانه .. وراحة من عناء رحلة الماضي .. فربما أمضي قدما إلى مجاهل المستقبل.. ولا أعلم أين .. ومتى .. ينتهي الطريق .. ليس مهما أن تردد تعاستك .. المهم أن تعرف كيف تتعايش معها بحضارة وكبرياء!.